جمعية لبنانية غير حكومية NGO

كلمة السيد إبراهيم شمس الدين في احتفال عيد الجيش ال79

2024-08-01

المكتب الإعلامي لجمعية التكاؤن

السّلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته

الحضور الكريم، وكلّكم كرام، عسكريين ومدنيين، وأهالٍ وأهالي شهداء وأصدقاء أعزّاء،

وأحيّي أعضاء جمعيّة الولاء للوطن للبحوث والدراسات، أصحابَ الدّعوة وأصحاب المناسبة، وأبارك لهم الذكرى الثالثة لتأسيس هذا المركز الذي آمل أن تُكَلَّلَ جهودُهم وعملُهم فيه بالنّجاح والتّسديد، وأتوجّه بالتّحيّة أيضاً إلى صاحب الرّعاية لهذا الاحتفال إلى قائد الجيش العماد جوزف عون الذي ندعو له بكل توفيق. كما أتوجّه إلى بلدة سن الفيل ورئيس وأعضاء مجلسها البلدي المحترمين، أصحاب المكان ونحن ضيوفهم وأشكرهم على استضافتهم.

ما الجيش؟ ما الوطن؟

عندما نقول "الجيش"، أو نشير إليه بالحديث فإنّنا لا نحتاج إلى أيّ إضافة؛ هو "الجيش" مع "أل" التّعريف فقط؛ هو ليس جيشاً لأحد حتّى يكون مُضافاً إليه، بل هو جيش الوطن، هو جيش لبنان. وهو أيضاً ليس جيشاً من أحد، فهو انبنى من أبناء وطنه، وهؤلاء يكون الجيش وطنهم، ولا غرابة أبداً في أنَّ نداءَ الناس العفوي والصّادق لأفراد الجيش هو "يا وطن".

ولأنّه هو الجيش، فهو جيش واحد وليس عدّة جيوش، لأنه جيشُ شعبٍ واحدٍ ووطنٍ واحدٍ جميل، حقيقي وليس ساحةً، ونهائي وليس انتقاليّاً أو مرحلياً؛ وكل تقاسيم الانفصال وملاحنٍ التّفرقة يبدّدها لحنٌ واحدٌ هو لحنُ الجيش ونشيدٌ واحدٌ هو نشيد الوطن.

ما الوطن؟

ليس الوطن بحراً وشاطئاً وجبلاً وقطعة سما فقط، وليس الوطنُ أغنية تنتهي بوَهْنِ الحنجرة، أو حُلُماً يتبدّدُ كالدّخان عندما نقوم من كسلِ الغفوةِ أو نومِ الليل، وليس الوطنُ مِنّةً من السياسيين ولا فضلاً منهم، وليس هو زعامة أبديّة ولا كهفاً مذهبيّاً.

الوطن رغيف حلال ورزق موفور، ومساحة آمنة للأولاد، وبيتً مستقر وعائلة تنمو ومستقبل يُبنى، وأبناءٌ يكبرون إلى مواطنين، لا مهاجرين ولا مُهجّرين ولا مطاردين.

هذا الوطن، هذا اللبنان هو حقيقة، ليس كذبة ولا وهماً، وهو ليس خطأ تاريخياً، ولا اضطراباً في الجغرافيا، كما أنّه ليس مؤامرةً من بعضنا على بعضنا الآخر؛ هذا الوطن الحقيقي - الذي نأمل الاَّ تتعرّض حدوده المعروفة والمعترف بها إلى إزالة أو انتقاص بسبب حماقة أو تجارة أو استغفال- هذا الوطن، لبناننا جميعاً يحتاج إلى وفاء مواطنيه وإيمانهم به، ويحتاج إلى نظافة سياسييه وصدقهم. هذا اللبنان هو الذي له كلُّ الولاء وكلّ الفِداء، وله كلّ الجيش، فالجيش هو رمز الولاء للوطن، والمؤسّسة التي تصقل هذا الولاء.

الولاء للوطن الجيشُ مدرستُه، وهي مدرسةٌ متينةٌ وعميقةٌ وصابرة؛ ومن الطبيعي أنّ ضبّاطاً أحراراً أسّسوا جمعيّة الولاء للوطن بعد التّقاعد، ويحملون – مع آخرين- ولاءهم لوطنهم كما ولاءهم للجيش، التزاماً وإيماناً وصدقاً، فهم لم يتركوا وإن تقاعدوا، ولم يغادروا وإن خرجوا، فالولاء للوطن أعمق وأقوى من أن يستقيلَ منه الأحرارُ والشّرفاء.

في هذا الاضطراب الكبير الذي يتفاقم بسبب تجاهل وإهمال انتخاب رئيس للوطن، للجمهورية اللبنانية     - وهذا الوطن ما يزال جمهوريّةً ديمقراطيةً لبنانية.. وسيبقى- تكافحُ مؤسسة الجيش وتبقى عنواناً للالتزام الوطني وعنواناً للوحدة ونموذجاً للمؤسّسة، ودائما حاميةً للدولة، الدولةِ العادلةِ القائمةِ على الدّستور.

دائماً حين يُذكر الرّئيس الراحل فؤاد شهاب – للبنان رئيس واحد وليس ثلاثة رؤساء!- رئيس الجمهورية هو الرئيس وهو وحده رئيس الدولة ورمزُ وحدةِ الوطن والسّاهر على احترام الدستور، وموقع رئيس الجمهورية لا يُحتلُّ ولا يُستَبْدَل- دائماً يُذكر الرئيس فؤاد شهاب ويُذكر معه الكتاب، وكُلُّنا نُدرك ونفهمً أنَّ هذا الكتاب     بـ "أل" التّعريف أيضاً، وبدون أضافة هو الدّستور.. الدّستور اللّبناني.

الدّستور هو الأساس، والدّستور هو المرجع والدّستور هو الحَكَم..

الدّستور هو الكتاب

أنا ابراهيم شمس الدّين المسلم كتابي المقدّس هو القرآن

وأنا إبراهيم شمس الدين المسيحي كتابي المقدّس هو الإنجيل

أمّا أنا اللبناني فكتابي المقدّس هو الدّستور، ولا أقبل اطلاقا بمسيحيتي وبإسلامي، أن يحتقرَ كتابي المقدّس ولا أن يُهملَ ولا أن يُتَشاطَر عليه.

الوطن يحتاج إلى دولة والدولة تحتاجُ إلى رئيس، فهو الذي يحفظ الدّستورَ محترماً، وهو القائدُ الأعلى للقوّات المسلّحة، والجيشُ عمادُها..

أباركُ للجيش عيدَه ويومَه الذي هو يومُنا، وأدعو لقيادته بالحفظ والتّسديد، ولشهدائه الأبرار أهلِ الوطنية والولاء، أدعو لهم بكلِّ محبة ورحمة، كما لكلِّ الشّهداء الذين قدّموا ولا يزالون دماءهم وحياتهم دفاعاً عن لبنان.

السلام عليكم ورحمة الله.

إبراهيم شمس الدين في 25 تموز 2024

في احتفال بعيد الجيش الـ 79 وفي الذكرى الثالثة لتأسيس جمعيّة مركز الولاء للوطن للبحوث والدّراسات وبدعوة منها.

 

 

 

Copyrights © 2024 All Rights Reserved.