جمعية لبنانية غير حكومية NGO

أين الأخلاق والتربية عند حكّام لبنان ؟

2024-08-23

البروفسور جهاد نعمان

يُحدّثونك بإنجازات ومشاريع، والجو كالح رهيب. ويتحدّث عنهم أتباعهم بسفسطات هي من السلالات المنقرضة التي يَمجّها التاريخ وترفضها الجغرافيا. يَظهرون على شاشات متَخندقين فيها فيَدبّون دبيب الاطفال بلا براءة وتَدرج المبتدئين إنما بلا أفق. وبدلاً من أن يَسعوا بمؤازرة حكماء شرفاء من الوطن لتنظيم الأحوال، يَعقدون الإجتماعات تحت ستار صفيق من الخفاء والكتمان، وديدنهم ليس إنقاذ البلاد من مِحنها، ولا السعيّ لتثقيف عقول الأجيال بالروح الوطنيّة والأخلاق.

الحكمة نور العقل وشعاعه الوهّاج، والحب ضياء القلب ، والذوق لحن الوجود الخالد. فابحثوا أيها المتعجّرفون أو الممسوكون أو المتسترون المخفيون، عن قيَم الحقّ والخير والجمال عبر كل أفق وفي حنايا كل منعطف، وعلى شاطئ كل بحر، وقرب كل برعم يَتفتح لنسمات الفجر، ويَبسم لأنوار الصباح. ولكن، هل نجد لديكم ظلاً لهذه القيَم لتحظى أجيالنا بمعانقتها وتَتعزّز مناعتهم الوطنيّة والاخلاقيّة؟

يا أيها المعتزلون في صوامع أنانياتهم والمنقطعون إلى توسّل أساليب المَكر والخداع، والباحثون إناء الليل وأطراف النهار عن مصالحهم ومصالح قبائلهم، هل تراكم تُدركون يوماً أن الشعوب لا تَعيش إلاّ تحت ظلال الحقّ والخير والجمال ؟ آمنوا بحقيقة الوجود البشري إيمانكم بالله، وبفائدة هذه الشمس المتألقة في قبّة الفلك.

أدب الشعراء والحكماء إبن النفس، وهو لدى نخبنا الصامدة سائغ عذب في دقة بيانه وجلال أدائه. إنه إبن القلب والعين والخيال، ومن الظلم أن تُهملوا مآثره فيتفاقم ضلالنا !

ادباؤنا يبقون, دون النافذين, أحياء بذكراهم. إنهم باقون بآثارهم، حاملون إلى الأبد سِمة الخلود رغم إهمال المهملين! نحن في وقت أحوج ما نكون فيه إلى توجيهاتهم. والمسؤول المسؤول هو ذاك الذي يلحظ أعمالهم ويأخذ بآرائهم ويُعمّمها!

ما تَلوت حكمة من حكم فلاسفة الامس، إلا أصابني الخشوع وإنهمرت مني الدموع. فلم تبكي عيني ويخشع قلبي، عندما أصغي إلى آيات إبداعهم؟ ليت بعض نُخبنا اليوم يَغمدون أقلامهم في قلوب الظالمين والمارقين من الدين وإلا، فليَغمدوها في قلوبهم!!!..

د.جهاد نعمان ، جبيل

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه "

 

 

Copyrights © 2024 All Rights Reserved.