جمعية لبنانية غير حكومية NGO

لئلا يصلبوه مرة أخرى!

2024-09-26

البروفسور جهاد نعمان

عند ضفاف النيل، عاش المتنبي مأساة كبرى حوله... لقد نامت مصر عن ثعالبها، فإذا العبد سيد متغطرس، وإذا الحر عبد بائس يلوذ كالسجين بضفاف النيل الحزين... لقد شعر شاعرنا بغربة خانقة وعزلة قاتلة بين صحبه وقومه. وما كان لقريحته إلّا أن تتفجّر قوافي صاعقة على الطغيان، وقد بلغ السخط فيها مداه. وهكذا كان على أبي الطيب أن يجرف السدّ من طريقه ويزمع الرحيل وهو يقول في أسف عميق:

ما مقامي بأرض نخلة إلّا

كمقام المسيح بين اليهود

ويا لها من مأساة حين يشعر المرء أنه غريب في دياره وبين عشيرته وأهله. وكم من أناس في مثل هذه الحال اليوم يعيشون المأساة نفسها ويلوذون بصمت أبلغ من الكلام!

على أن خيوط المأساة لم تكتمل، ففي إسرائيل يعيش اليوم حفدة السيد المسيح ولكن في سجن كبير آخر. إنهم في حقيقة الأمر رعايا وليسوا مواطنين، وكيف لا يكونون كذلك وهناك يهود كثر بأعينهم يعيشون في حال سيئة دون سائر ملّتهم، لا لشيء إلّا لأنهم شرقيون وليسوا بأوروبيين.

لقد بلغ الأمر بكبار الحاخاميين أنهم ساقوا الحكومة إلى إصدار قانون في الكنيست يعاقب كل من يدعو يهوديا إلى تغيير دينه أو يحاول إغراء يهودي بالمال كي يحوّله عن عقيدته، بالسجن خمس سنوات عدا الغرامة الكبيرة...

إنها صورة أخرى من حقيقة الصراع الخفي القديم الذي كان يمارسه اليهود ضد المسيحية، وعاد في ظل الصهيونية ناشطا، ولا سيما من خلال ممارسات جماعة «بيئيلين» الإسرائيلية المتعصبة التي تزعم «أن اليهود خلال التاريخ كانوا أهل ذمة عند المسيحيين في الغرب أو عند المسلمين في الشرق، وأنه آن الأوان لأخذ الثأر».

على العرب، ولا سيما مسيحييهم، أن يدركوا هذه الحقيقة. وقد ورد في مستهل «بروتوكول حكماء صهيون» أن ألد أعداء اليهود في مخطط تهويد الأراضي المقدسة ، هم المسيحيون، والثابت لدينا أن اليهود اغتالوا العقل الغربي ومهّدوا للإلحاد في سياسات الغرب، قبل اغتصاب فلسطين! فلنحذر إذا من خبثهم القاضي برغبتهم في حماية المسيحيين في لبنان والشرق على العموم!

هذا، وإلّا، يُخشى أن يصلبوا، في تهجيرهم المسيحيين، المسيح مرة أخرى!!!

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه

 

Copyrights © 2024 All Rights Reserved.